ما تصرش سنانك

ما تصرش سنانك

 
يحيا الإنسان في تساءل دائم عن آخرته وما بعد هذه الحياة، وخاصة عندما يتأمل حياته أو يرفع أنظاره عن مشاغله التي تلهيه عن مصيره. ماذا سيحدث بعد الموت؟ لربما سمع عن الجنة او الفردوس او عن النار ومصير من يذهب إليها. ويظل السؤال ماذا سيحدث له بعد الموت؟ وهل النار مكان حقيقي؟ 
 
يتكلم الكتاب المقدس عن الهاوية كمكان إنتظار، ينتظر فيه من رفضوا قبول عمل الرب لخلاصهم، وهو مكان يذهبون إليه بعد الموت وقبل الحساب. وعند يوم الحساب نقرأ في الكتاب المقدس " ثم رأيت عرشاً عظيماً أبيض والجالس عليه الذي من وجهه هربت الأرض والسماء ولم يوجد لهما موضع. ورأيت الأموات صغاراً وكباراً واقفين امام الله وانفتحت أسفار وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة ودين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم… هذا هو الموت الثاني. وكل من لم يوجد مكتوباً في سفر الحياة طرح في بحيرة النار" (رؤيا يوحنا ٢٠: ١١- ١٥). فعند عودة الرب يوم الدينونة نقرأ عن مكان آخر سيذهب إليه من رفض الرب ورفض تصديق كلامه يسمى بحيرة النار، وهذا المكان لم يكن معد للإنسان بل لإبليس وملائكته الذين تمردوا على الرب " ثم يقول أيضاً للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته… فيمضي هؤلاء إلى عذابٍ أبدي والأبرار إلى حياة أبدية" (متى ٢٥: ٤١ و٤٦) .
فالبشر الذين أرادوا السير في طرق إبليس ورفضوا أن يسود الرب على حياتهم سيحصلون على ما يريدون من عزلة عن الرب ويمضون أبديتهم مع إبليس وملائكته. هذه ليست مشيئة الرب للإنسان لأن الرب قال لنا بوضوح أنه " يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (رسالة تيموثاوس الأولى ٢: ٤). لكن الرب لا يقبل أن يفرض نفسه على إرادة أحد بل يقف على الباب ويقرع وينتظر أن يفتح الإنسان له باب قلبه "هانذا واقف على الباب وأقرع، إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي" (رؤيا يوحنا ٣: ٢٠). فالله يريد علاقة مع البشر برغبتهم وإرادتهم الحرة وليس رغماً عنهم لأن ذلك لا يليق بعظمته وسموه ولا بمدى محبته. فكم من بشر يرضى أن يحبه شخص عنوة ويرى في ذلك الحب حباً حقيقياً؟ كذلك الرب الذي يحب البشر الذين خلقهم يفعل كل شيء من أجلهم ومن أجل نجاتهم ولكن لا يقبل أن يفرض نفسه عليهم، فهو أعلى وأجل من ذلك.
 
أما في وصف بحيرة النار نقرأ أنها مظلمة ومؤلمة "وإبليس الذي كان يضلهم طرح في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبي الكذاب وسيعذبون نهاراً وليلاً إلى أبد الآبدين" (رؤيا يوحنا ٢٠: ١٠) و "ويصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين ولا تكون راحة نهاراً وليلاً" (رؤيا يوحنا ١٤: ١١)، مكان ندم وصرير الأسنان "هناك يكون البكاء وصرير الأسنان" (متى ١٣: ٤٢).
ويكفي أن المرء سيكون بعيداً عن الرب ورحمته ومحبته لأنه لم يرغب بهما ولم يرد أن يكون الرب سيداً على حياته، إذ يعد الكتاب المسيحيين "إذ هو عادل عند الله أن الذين يضايقونكم يجازيهم ضيقاً وإياكم الذين تتضايقون راحة معنا عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته في نار لهيب معطياً نقمة للذين لا يعرفون الله والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح لذين سيعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب ومن مجد قوته” (رسالة تسالونيكي الثانية ١: ٦- ٩).
 
فهل هذا المكان الذي جُهز كسجن أبدي لمخلوقات كونية تسمى ملائكة إبليس هو المكان الذي تريد أن تقضي أبديتك فيه؟