تعال

الرب يدعوك، فهل تستجيب؟ 

 
منذ البدء نقرأ في سفر التكوين أن الله خلق الإنسان على صورته وكرمه على كل خليقته وأخضعها له (تكوين ١: ٢٦- ٢٧). وهذا التكريم تضمن أيضاً بناء علاقة خاصة مع آدم، فنقرأ "وسمعا صوت الرب الإله ماشياَ في الجنة … فنادى الرب الإله آدم وقال له: أين أنت؟" (تكوين ٢: ٦). ومنذ ذلك اليوم وإلى يومنا هذا والرب يبحث عن وينتظر لقائه مع اولاده الذين خلقهم على صورته وشبهه. وقد أعطانا السيد المسيح مثالاً لمساعدتنا على فهم مشاعر الآب الذي ضل ابنه، وتركه ومضى ثم قرر أن يعود، فنرى الآب وهو خارجاً كل يوم ينتظر رجوع ابنه بهذه الصورة " وإذ كان لم يزل بعيداً (اي الإبن) رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبّله" (اقرأ القصة كاملة في لوقا ١٥). 
لا أعلم ما هي الصورة التي تتصورها عن الرب، ولكن الرب اعطى بوضوح وبشكل حي صورة لنا عن نفسه وشخصه ومشاعره نحو الإنسان. فهو يحبنا نحن الذين خلقهم وخصصهم بعلاقة فريدة من نوعها يستطيع كل فرد منا ان يختبرها لنفسه. وهذه العلاقة يوضحها الكتاب بأنها علاقة محبة. فالله بنفسه وشخصه عندما اراد ان يعبر لنا عن نفسه قال في كلمته أنه محبة "الله محبة، ومن يثبت في المحبة، يثبت في الله والله فيه" (رسالة يوحنا الأولى ٤: ١٦). وعندما اراد الرب ان يعبر عن مدى محبته لنا وقيمتنا عنده تجسد الرب بهيئة انسان " في البدء كان الكلمة …وكان الكلمة الله… والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب" (أنظر يوحنا ١)، وتحمَّل كل ما لا يمكن للبشر قبوله كي يرينا عمق محبته لنا  ( أنظر يوحنا ٣: ١٦، ويوحنا ١٧-١٩).
وقد شرح لنا الرب المشهد في السماء عندما يعود حتى انسان واحد إليه بقوله "انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطىء واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة" (لوقا ١٥: ٧). هل انت الواحد الذي سيفرّح السماء اليوم؟ ام هل برُك الذاتي سيقف عائق بينك وبين اختبار الحب الحقيقي والعلاقة التي لا تعلوها علاقة، حب الله وعلاقتك الخاصة والفريدة معه؟
الرب عبّر لك عن مشاعره والكرة في ملعبك والخيار خيارك. تستطيع ان تقبل الرب وتأتي إليه وهو وعد "من يقبل إلي لا أخرجه خارجاً" (يوحنا ٦: ٣٧). ودعانا كلنا قائلاً "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (متى  ١١: ٢٨)، وأيضاً "ومن يعطش فليأت. ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجاناً" (رؤيا يوحنا ٢٢: ١٧). هل تركت الحياة عطشان للمزيد؟ عطشان لمعنى لوجودك؟ عطشان لعلاقة حب حقيقية غير مشروطة؟ الرب يدعوك الآن: "تعال!"