ما معنى الآية التي تقول: من له يعطى ويزاد؟

 ما معنى الآية التي تقول: من له يعطى ويزاد؟

 
أعزائي الباحثين،
 

في هذا المثل اراد الرب ان يعلم التلاميذ انه بعد غيابه عنهم بالجسد سيكلفهم مسؤولية العمل الذي يخص ملكوت السموات " كل واحد على قدر طاقته" (متى ٢٥ : ١٥)، وذلك من خلال وزنات المواهب الروحية التي سيعطيها لهم بالروح القدس.

وهذا المثل ينطبق علينا نحن المؤمنين الآن ايضاً، اذ اننا مسؤولون عن عمل الخدمة في غياب الرب "كل واحد على قدر طاقته" وبحسب ما اخذ موهبة من الرب، من اجل ربح النفوس للمسيح واظهار اعمال الرحمة والمحبة لجميع الناس، والمساهمة في نشر ملكوت الله في العالم. والوزنات المكلفين استثمارها هي طاقاتنا العقلية والجسدية واموالنا، وكذلك المواهب الروحية المعطاة لنا كموهبة التبشير او التعليم او بنيان النفوس في الحق الذي بربنا يسوع وكثير غيرها.

وكما نفهم من تعليم الرب عن ملكوت السموات، يوجد في هذا الملكوت مؤمنون حقيقيون يعملون لمجد الله، كما انه يوجد مؤمنون بالاسم دون ان يكون روح الرب ساكناً فيهم. فهؤلاء لم يختبروا ابدا محبة الله ورحمته ونعمته ولطفه وصلاحه وفداءه وأمانته. إنما كل تفكيرهم أنه السيد القاسي الظالم المخيف كما قال عنه الذي أخذ الوزنة وطمرها في الارض "يا سيد عرفت أنك إنسان قاس تحصد حيث لم تزرع وتجمع من حيث لم تبذر. فخفت ومضيت واخفيت وزنتك في الارض. هوذا الذي لك" (متى ٢٥ : ٢٤ و٢٥).

فأمثال هذا العبد الشرير والكسلان كما قال عنه سيده لم يستخدموا ما وهبهم اياه الله من طاقات ومواهب لمجده، لسبب ما، من خوف وعدم ثقة وعدم ايمان، فخسروها وخسروا معها نعمة مشاركة السيد في افراحه الابدية. اما الذين يستخدمون ما وهبهم اياه الله من اجل خدمته، فهؤلاء سينالون المدح من السيد والشرف العظيم بدعوتهم للدخول الى فرحه الابدي. وهذا هو التعويض الابدي الذي لا يمكن مقارنته بالتعب الوقتي الذي تعبوه في اثناء خدمة السيد.

يبقى ان نشير الى الآية التي قالها السيد في العدد ٢٩ " لان كل من له يعطى فيزداد. ومن ليس له فالذي عنده يؤخذ منه".

المقصود بمن له هو الشخص الذي يبرهن عن ايمانه واجتهاده وامانته في خدمة السيد، فيزيده الله الموهبة والطاقات للعمل اكثر، على عكس الذي ليس له ايمان او رغبة في عمل ما يمجد الله، والذي سيخسر في النهاية كل شيء، والاخطر انه سيطرح في الظلمة الخارجة حيث البكاء وصرير الاسنان الى ابد الدهور. كما انه يمكننا القول ان من له المسيح سيعطى ويزداد في المجد اكثر بكثير مما بذله في حياته من اجل خدمة المسيح، بينما الذي ليس له المسيح سيخسر ما كان يظن انه يملكه من بر ذاتي او ادعاء فارغ بالصلاح وعدم الحاجة الى التوبة والايمان، والنتيجة النهائية انه سيهلك في جهنم النار الى الأبد.

فالنعمل إذا ً لمجد الرب كمن هو عالم بمن آمن وواثق أنه سيحفظ وديعته ولا نتعب في خدمة الرب، له المجد والعظمة والسلطان الى ابد الآبدين. آمين.