أعزائي الباحثين،
لا شك في أن الأمراض، ككل نواحي ضعف الطبيعة البشرية، نتجت بسبب سقوط الإنسان في الخطية منذ بدء وجوده على الأرض. وهذا السقوط الذي كان للشيطان فيه اليد الطولى، لم يجلب على الإنسان المرض فقط، وإنما التعب والموت وكل البلايا التي يتعرض لها ويعاني منها البشر جسداً وروحاً.
ومن خلال مطالعتنا للموضوع في الكتاب المقدس، نرى بوضوح الرابط القوي، في حالات معينة، بين الخطية والمرض من جهة، وبين طاعة الله والشفاء من جهة ثانية. فعن الأولى نقرأ مثلاً قول الرب لشعبه القديم "وإن لم تتأدبوا مني بذلك، بل سلكتم معي بالخلاف…أرسل في وسطكم الوبأ فتدفعون بيد العدو" (لاويين ٢٦: ٢٣و٢٤). أما عن الثانية فكثيراً ما نقرأ كيف أن الرب يعد شعبه بإزالة المرض عنه في حال الإلتصاق به وعبادته "فقال إن كنت تسمع لصوت الرب إلهك وتصنع الحق في عينيه وتصغي إلى وصاياه وتحفظ جميع فرائضه، فمرضا ما مما وضعته على المصريين لا أضع عليك. فإني أنا الرب شافيك" (خروج ١٥: ٢٦). "وتعبدون الرب إلهكم. فيبارك خبزك وماءك، وأزيل المرض من بينكم" (خروج ٢٣: ٢٥). "فاحفظ الوصايا والفرائض والأحكام التي أنا أوصيك اليوم لتعملها ... ويرد الرب عنك كل مرض وكل أدواء مصر الرديئة التي عرفتها. لا يضعها عليك بل يجعلها على كل مبغضيك" (تثنية ٧: ١١و١٥). وحقيقة وجود رابط بين الغفران والشفاء متواجدة بكثرة في العهد القديم من كلمة الله، كما في سفر أشعياء النبي مثلاً، حيث يشير إلى ذلك من خلال الحديث عن ملك المسيح الألفي في المستقبل، حين سيكون لسان حال الناس الأبرار في أورشليم "فإن الرب قاضينا. الرب شارعنا. الرب ملكنا هو يخلصنا ...ولا يقول ساكن أنا مرضت (لأن) الشعب الساكن فيها مغفور الإثم" (أشعياء ٣٣: ٢٢و٢٤). كما أن داود في أحد مزاميره يتحدث عن الشفاء بعد ذكر غفران الخطايا نظراً للرابطة التي تجمع بين الإثنين "باركي يا نفسي الرب...الذي يغفر جميع ذنوبك. الذي يشفي جميع أمراضك" (سفر المزامير ١٠٣: ٢ و٣).
علاقة الله مع الناس في العهدين
في العهد القديم كانت العلاقة مع الله تقوم في جانب كبير منها على أساس ممارسات طقسية مادية وجسدية. كما كانت البركات التي يرجوها البشر من الله مادية في أكثرها، كأن يكون لهم غنى أو أولاد كثيرون أو مواشي أو أراضي زراعية أو أن يكونوا محفوظين من الأعداء والأمراض.. إلخ..إلخ. وعليه، فقد كان الله يتعامل مع الشعوب على الأساس نفسه ، كأن يباركهم مادياً وجسدياً في حال الرضى عنهم، أو يؤدبهم ويدينهم في نفس المجال في حال العصيان والسلوك الشرير. وقد كان المرض أحد عناصر ثلاثة هي السيف والجوع والوبأ (حزقيال ٦: ١١) إستخدمها الله لعقاب الشعوب أو الأشخاص بهدف وضع حد لشرورهم. أما في العهد الجديد، عهد النعمة، فإن طابع التعامل الإلهي مع البشر يختلف عما كان عليه في العهد القديم، إذ أن الله يتعامل بالأولى مع الحاجة الروحية للنفوس، التي أعد لها فداء وشفاء من الخطية في صليب ربنا يسوع المسيح، بينما الأجساد، بما فيها أجساد المؤمنين التي لم تفد بعد، (وهذا سيتم في القيامة)، فإنها لا تزال تتعرض للأمراض والتعب والموت لأنها لا تزال خاضعة لناموس الخطية كما يقول الرسول بولس بالوحي "فإني أسر بناموس الله بحسب الإنسان الباطن (أي روحياً) ولكني أرى ناموساً آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي…إذاً، أنا نفسي بذهني أخدم ناموس الله ولكن بالجسد ناموس الخطية" (رسالة رومية ٧: ٢٢-٢٥). ففي عهد النعمة الحالي بعد الصليب، يتعامل الله مع الأشخاص والشعوب روحياً بطول الأناة واللطف والإحتمال، بهدف إقتيادهم إلى التوبة والإيمان الذي بربنا يسوع المسيح لغفران خطاياهم كما هو مكتوب "أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته غيرعالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة" (رسالة رومية ٢: ٤). فالله الآن "...يتأنى علينا وهو لا يشاء أن يهلك أناس بل أن يقبل الجميع إلى التوبة" (رسالة بطرس الثانية ٣: ٩). ولكن هذا لا يعني أن الله لا يتعامل مع الأجساد في حالات معينة، وهو ما سنتحدث عنه لاحقاً.
الشفاء الروحي
رأينا سابقاً أن الخطية هي السبب الأساسي للأمراض الروحية والجسدية التي يعاني منها البشر جميعاً. لذلك كان الإهتمام الرئيسي لدى الله هو في معالجة السبب وليس النتيجة. وعندما جاء المسيح إلى العالم متجسداً لصنع الفداء، لم يكتف بعمل الرحمة وشفاء الأمراض الجسدية عند الناس فقط، لكن مهمته الأساسية كانت في الذهاب إلى الصليب لمعالجة موضوع الخطية المسببة للمرض والموت، وتقديم الشفاء الروحي للجميع. أما عن الشفاء الجسدي فقد كان المطلب الأكثر إلحاحاً لدى الناس، والشيء الذي عمله الرب يسوع بكثرة عندما كان في العالم حيث نقرأ عنه "يسوع الذي من الناصرة، كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة، الذي جال يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس لأن الله كان معه" (أعمال الرسل ١٠: ٣٨). وكيفما قلبنا صفحات الإنجيل نرى كم كان الرب يسوع يشفي كل المحتاجين للشفاء، رافعاً الشعار المشهور الذي ربط فيه بين المرض والخطية ( ومشيراً ضمناً إلى أنه هو الطبيب الشافي للأرواح) إذ قال "...لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى. لم آت لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة" (مرقس ٢: ١٧). وكم من مرة أرسل الرب يسوع تلاميذه، مزوداً إياهم بالقوة اللازمة لإجراء المعجزات وشفاء الأمراض قائلاً لهم "وفيما أنتم ذاهبون أكرزوا قائلين أنه قد إقترب ملكوت السموات. إشفوا مرضى. طهروا برصاً..." (متى ١٠: ٧ و٨). وقد كانت مواهب الشفاء الجسدي من العطايا التي وهبها الله في بداية عصر الكنيسة بعد القيامة. إلا أن الأمر الأكثر أهمية عند المسيح فكان شفاء النفوس من مرض الخطية القاتل. وهذا الأمر لم يكن ليتم لولا الصليب. إذ إنه عند الصليب فقط غلب المسيح بموته وقيامته الشيطان والخطية، كونه حمل بجسده عار الخطية ومرضها ليشفي المصابين بها، حيث كان لسان حاله هناك "العار قد كسر قلبي فمرضت. إنتظرت رقة فلم تكن ومعزين فلم أجد" (سفر المزامير ٢٩: ٢٠). وفي وصف المسيح معلقاً على الصليب يقول النبي أشعياء "محتقر ومخذول من الناس. رجل أوجاع ومختبر الحزن...لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ...وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا، تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا" (أشعياء ٥٣: ٣-٥). وقد قال عنه الرسول بطرس "...فإن المسيح أيضاً تألم لأجلنا...الذي حمل هو نفسه خطايانا على الخشبة...الذي بجلدته شفيتم" (رسالة بطرس الأولى ٢: ٢١ و٢٤).
الإيمان والشفاء
من الطبيعي أن يكون هناك رابط كبير بين الإيمان والشفاء طالما أن المرض مرتبط بالخطية بشكل مباشر. وهذا ما نلاحظه من متابعة أعمال الشفاء التي كان يقوم بها الرب في العالم حيث كان الإيمان من الشروط اللازمة كما قال لنازفة الدم "...ثقي يا إبنة، إيمانك قد شفاك. فشفيت المرأة من تلك الساعة" (متى ٩: ٢٢). وقوله أيضاً لرئيس المجمع الذي جاءه من أجل إبنته "...لا تخف. آمن فقط فهي تشفى" (لوقا ٨: ٥٠). وهذه الحقيقة نراها بوضوح في العهد الجديد كما في حالة شفاء الأعميين إذ نقرأ "وفيما يسوع مجتاز من هناك تبعه أعميان يصرخان ويقولان إرحمنا يا إبن داود...فقال لهما يسوع أتؤمنان إني أقدر أن أفعل هذا؟ قالا له نعم يا سيد. حينئذ لمس أعينهما قائلاً بحسب إيمانكما ليكن لكما. فإنفتحت أعينهما.." (متى ٩: ٢٧-٣٠). وكذلك في حالة شفاء المقعد في لسترة "وكان يجلس في لسترة رجل عاجز الرجلين مقعد من بطن أمه ولم يمش قط. هذا كان يسمع بولس يتكلم. فشخص إليه، وإذ رأى أن له إيماناً ليشفى قال بصوت عظيم قم على رجليك منتصباً. فوثب وصار يمشي" (أعمال الرسل ١٤: ٨-١٠). والكتاب المقدس يشجع على الصلاة من أجل الشفاء كما نقرأ "إعترفوا بعضكم لبعض بالزلات، وصلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا. طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها" (رسالة يعقوب ٥: ١٦). فإذا كان الإيمان والصلاة مهمان إلى هذا الحد بالنسبة لشفاء الأجساد، فكم بالأولى يكونان مهمين للشفاء الروحي من الخطية وآثارها المدمرة والمهلكة للنفس البشرية. فإن الأمراض الجسدية يمكن شفاؤها في حالات كثيرة من خلال عقاقير مادية معينة، أما الأرواح فلا يمكن معالجتها بأي شيء مادي، لأنها لا تخضع سوى للقوانين الروحية التي لا تنفع معها الماديات، بل هي بحاجة إلى الإيمان والصلاة فقط، ولا شيء غير ذلك، لشفائها وإحيائها. ولهذا يؤكد العهد الجديد من الكتاب المقدس أن الإيمان وحده بالرب يسوع المسيح كالفادي والمخلص وغافر الخطايا، هو الذي يمنح الشفاء والحياة للنفوس كما هو مكتوب عنه "له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال بإسمه غفران الخطايا" (أعمال الرسل ١٠: ٤٣).
الأمراض والعلاجات المادية
يؤكد الكتاب المقدس موافقة العزة الإلهية على إستخدام العلاج الطبي المادي للشفاء الجسدي، لأن ليس كل مرض هو ضربة روحية تحتاج إلى التوبة والإيمان للشفاء منها. فإن المسيح الذي يدرك ضعف الأجساد البشرية، علم بحاجة المرضى إلى طبيب كما سبقت الإشارة، مشيراً ضمناً إلى أن بعض الأمراض تحتاج إلى العلاج المادي الطبيعي للشفاء منها. وهذا أمر يدعونا إلى أن نشكر الله كثيراً من أجل الدراسات الطبية التي أدت إلى إكتشاف أدوية للكثير من الأمراض، مع التأكيد على أن المؤمن يجب أن يضع ثقته أولاً بالله وقدرته وحده على الشفاء من خلال العقاقير أو من دونها. فالتلاميذ إستخدموا المواد الطبيعية في بعض الحالات لشفاء المرضى خلال إرسالياتهم، كالزيت، وهذا لم يتعارض مع دعوتهم الناس أو المرضى إلى الإيمان "فخرجوا وصاروا يكرزون أن يتوبوا. وأخرجوا شياطين كثيرة، ودهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم" (مرقس ٦: ١٢و١٣). وكذلك نقرأ في رسالة يعقوب عن هذا الأمر "أمريض أحد بينكم فليدع شيوخ الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت بإسم الرب" (رسالة يعقوب ٥: ١٤). فقد كان الزيت، على قلة الأدوية الكيميائية كالموجودة الآن، يعتبر من الأدوية الشائعة والنافعة لشفاء الأمراض الجسدية. كما إننا نقرأ في الكتاب المقدس عن علاجات كانت تستعمل قديماً لشفاء الأمراض بخلاف الزيت، كالخمر الذي دعا الرسول بولس تلميذه تيموثاوس لإستعماله "لا تكن في ما بعد شراب ماء، بل إستعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة" (رسالة تيموثاوس الأولى ٥: ٢٣). وفي حادثة السامري المسافر نقرأ كيف عالج الإنسان الذي وقع بين اللصوص "فتقدم وضمد جراحاته وصب عليها زيتاً وخمراً…" (لوقا ١٠: ٣٤). كما كان إستعمال أوراق النباتات وجذورها أو أثمارها شائعاً لشفاء الأمراض "فقال أشعياء خذوا قرص تين. فأخذوها ووضعوها على الدبل فبرىء" (الملوك الثاني ٢٠: ٧)، و"أليس بلسان في جلعاد، أم ليس هناك طبيب. فلماذا لم تعصب بنت شعبي" (إرمياء ٨: ٢٢). وإلى هذا، فإننا نقرأ في الكتاب المقدس عن أطباء كانوا في عداد خدام الإنجيل ومستودعاً للوحي الإلهي، كلوقا الذي كتب الإنجيل الذي يحمل إسمه، وسفر أعمال الرسل، وقد كان رفيقاً للرسول بولس خلال سفراته التبشيرية في العالم.
الأمراض ومجد الله وتأديب المؤمنين
لكون الأمراض مرتبطة مبدئياُ بالأجساد، فهي تصيب الجميع مؤمنين وغير مؤمنين طالما هم في الجسد. وهنا سنتحدث فقط عن مرض المؤمنين. فكم نقرأ في الكتاب المقدس عن رجال الله الأتقياء الذين أُصيبوا بالمرض وهم في حقل الخدمة كأبفرودتس الذي كتب عنه الرسول بولس "…أخي والعامل معي والمتجند معي ورسولكم والخادم لحاجتي، إذ كان مشتاقاً إلى جميعكم ومغموماً لأنكم سمعتم إنه كان مريضاً. فإنه مرض قريباً من الموت لكن الله رحمه..." (رسالة فيلبي ٢: ٢٥-٢٧). وكذلك نقرأ عن خادم آخر تعرض للمرض الذي عوقه عن إتمام الخدمة "...وأما تروفيمس فتركته في ميليتس مريضاً" (رسالة تيموثاوس الثانية ٤: ٢٠). ولكن هذا لا يعني أن مرض هؤلاء الأفاضل هو دينونة أو تأديب إلهي لهم بسبب خطاياهم. ففي حالات كثيرة يكون المرض ضرورياً من أجل إخراج بعض السموم أوالعناصر الخبيثة من الجسم الإنساني، ما يجعل الأجساد تتمتع بصحة أفضل. ولكن توجد حالات يسمح فيها الله بمرض أحد المؤمنين من أجل تحقيق هدفين: تمجيد إسمه أو تأديب المؤمن من أجل إشراكه في قداسته. وهذا ما نراه في حادثة مرض لعازرالمكتوب عنه "وكان يسوع يحب مرثا وأختها ولعازر" (يوحنا ١١: ٥). فعندما أرسلت الأختان إلى الرب تقولان له "...يا سيد هوذا الذي تحبه مريض...قال هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد الله به" (يوحنا ١١: ٣ و٤). وقد تمجد الله فعلاً بإقامة الرب لعازر من الموت. أما عن مسألة التأديب، فإن الله يسمح بمرض أحد المؤمنين في حال إنحرافه عن سبل القداسة وطاعة الله وعدم الحكم على خطية معينة يمارسها في حياته. والرسول بولس يقول في هذا، عندما يتكلم عن الإشتراك في عشاء الرب بدون إستحقاق "من أجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون. لأننا لو كنا حكمنا على أنفسنا لما حكم علينا. ولكن إذ قد حكم علينا نؤدب من الرب لكي لا ندان مع العالم" (رسالة كورنثوس الأولى ١١: ٣٠-٣٢). ومن هذا نفهم أن الله يستخدم ثلاثة مقاييس تتدرج في شدتها لتأديب المؤمنين، وهي الضعف الروحي والمرض والموت. وفي حال إقتنع المؤمن بشر سلوكه واعترف بخطيته، فإن الله يرفع عنه التأديب المتمثل بالضعف والمرض. أما في حال إصرار المؤمن على السلوك الشرير في حياته، ما يؤثر على شهادته المسيحية التي يجب أن تكون مقدسة، فإن الله يأخذه بالموت، ولكن ليس للهلاك والدينونة، بل لوضع حد للشر في الكنيسة. أما عن التأديب بالمرض فيقول الرسول يعقوب "وصلاة الإيمان تشفي المريض (المريض بسبب التأديب) والرب يقيمه، وإن كان قد فعل خطية تغفر له" فإن الشفاء في هذه الحالة يتم بسبب صلاة المؤمن المعترف بخطية معينة يمارسها في حياته، وقد أدبه الرب بالمرض بسببها. ولهذا فإن الرب يقيمه من المرض عند الإعتراف بالخطية، غافراً له إياها. وكم هو جميل أن يكون لدى المؤمن صفة إدانة النفس والإعتراف بالخطأ وفهم المعاملات الإلهية، ولا سيما عند التأديب، لأنها الطريق للحصول على البركة الإلهية كما هو مكتوب "هوذا طوبى لرجل يؤدبه الله. فلا ترفض تأديب القدير لأنه هو يجرح ويعصب. يسحق ويداه تشفيان" (أيوب ٥: ١٧و١٨). وكاتب الرسالة إلى العبرانيين يقول عن مسألة التأديب الإلهي الهادف إلى إشراك المؤمن في قداسة الله وتوثيق الشركة معه "لأن الذي يحبه الرب يؤدبه. ويجلد كل إبن يقبله. إن كنتم تحتملون التأديب يعاملكم الله كالبنين...ثم قد كان لنا آباء أجسادنا مؤدبين وكنا نهابهم. أفلا نخضع بالأولى جدا لأبي الأرواح فنحيا. لأن أولئك أدبونا أياماً قليلة حسب إستحسانهم. وأما هذا فلأجل المنفعة لكي نشترك في قداسته. ولكن كل تأديب في الحاضر لا يرى أنه للفرح بل للحزن. وأما أخيراً فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام. لذلك قوِّموا الأيادي المسترخية والركب المخلعة، واصنعوا لأنفسكم مسالك مستقيمة لكي لا يعتسف الأعرج بل بالحري يشفى" (الرسالة إلى العبرانيين ١٢: ٦-١٣). ولإلهنا كل المجد.